إستحالة تحريف الكتاب المقدس
القمص زكريا بطرس
+ سؤال: اخواتنا الأحباء المسلمين يتهموننا بأن الكتاب المقدس هو كتاب محرف، فما هو ردكم؟ نريد فى البداية أن نعرِّف اخوتنا المسلمين ما هو الكتاب المقدس؟
+ الإجابة: سؤال مهم وجوهرى ونواجهه كثيراً من أخونا المسلم وهذا يضطرنا إلى الاستشهاد بآيات من القرآن نفسه لأن هذا هو إيمان المسلم وربما يدور فى ذهن المسلم لماذا أنا أستشهد بالقرآن طالما أنا لا أؤمن به؟
بالطبع أنا أستشهد بالقرآن لأنه هو اللغة التى يفهمها المسلم وأنا لو كنت أؤمن به لكان الوضع غير ذلك لكنت ترانى أرتدى جلباب أبي وعمة خضراء ولو استشهدت بآيات الإنجيل لرد عليه المسلم أنه كتابك أنت وأنا لا أؤمن به وهذا للتنوير.
وعندما نعرف الكتاب المقدس نقول: هو كلمة الله للبشر هو رسالة الله للبشر، هو رسالة شخصية لكل واحد منا الله عبر التاريخ فى تعاملاته مع الإنسان والكتاب ينقسم إلى قسمين وهما:
العهد القديم ويضم التوراة والزابور والأنبياء.
والعهد الجديد ويضم البشائر الأربعة والرسائل وسفر الرؤيا والعهد القديم يؤمن به اليهود ونحن نؤمن به أيضاً لأنه تمهيد لمجىء السيد المسيح وبه نبوات ورموز عن شخص المسيح وبسبب ذلك يضم الاثنين معاً. لكن الكتاب المقدس هو كلمة الله الحية المحيية ورسالة شخصية لكل واحد منا لى ولك لأن حب الله معلن فيه وعندما نضع خيطاً لضم الكتاب من الجلدة إلى الجلدة هو المحبة، حب الله للبشر حب فى الخلقة، حب فى الرعاية، حب فى الفداء، الحب فى التمهيد لميراث ملكوت السماوات والكتاب المقدس موحى به من الله.
+ سؤال: كيف أن الكتاب المقدس هو موحى به من الله؟
+ الإجابة: الكتاب المقدس موحى به الله فى خلال آياته. فى رسالة بولس الرسول إلى تيموثاوس (2 تيمو 3: 16) كل الكتاب هو موحى به من الله ومزامير داود مذكور عنها فى 2 صم 23: 1، 2) وحى داود بن يسى.. وفى رسالة بطرس (2 بط 1: 21) " لأنه لم تأتى نبوة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أُناس الله القديسين مسوقين من الروح القدس "
وبسبب ذلك يوجد اختلاف بين الوحى فى المسيحية والوحى فى الإسلام ففى الوحى الإسلامى يقول له أقرأ فجبريل يأتى له بلوح محفوظ. ويقول أقرأ باسم ربك الذى خلق فيقرأ ويأتى مجزأ فى كل مناسبة يأتى لها سورة وهكذا على مدى 22 سنة.. والكتاب المقدس غير ذلك لأنه إعلان خلاص الله للبشر والأشخاص الذين كتبوا الكتاب المقدس نلاحظ أن كل كتاباتهم تعلن ذلك.
+ سؤال: سؤال آخر هام وهو: هل يشهد القرآن أن الكتاب المقدس هو موحى به من الله؟
+ الإجابة: بعد أن قدمنا من الكتاب المقدس أنه يشهد لنفسه أنه معطى به من الله بقى أن نشرح هل ما يثبت من القرآن أنه موحى به من الله:
فى سورة المائدة 44 " أن أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون ".
وفى سورة البقرة 87 " وقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعدهم بالرسل وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدنا بروح القدس.
وهذا الكلام موجود فى سورة الإنعام 92 وسورة الإسراء 2 وسورة المؤمنون 49. وكلها تقول أن توراة موسى موحى بها من الله.
وأيضاً الزابور (مزامير داود) كوحى به من الله فى القرآن وفى سورة الإسراء 55 يقول وآتينا داود زابوراً وهذا الكلام موجود فى سورة النساء 163 وسورة فاطر 25. وهذا أيضاً المزامير.
وفى سورة النساء 163 يقول " إنا أوصينا إليك كما أوصينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوصينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زابوراً. "
وهذا دليل على أن كل العهد القديم موحى به من الله.
وهل الإنجيل مذكور فى القرآن أنه موحى به من الله؟
فى سورة المائدة 46 " وقفينا على أثارهم بعيسى ابن مريم مصدقاً لما بين يديه من التوراة وآتيناه الإنجيل فى هدى ونور " وكذلك فى سورة المائدة 47 وفى سورة الحديد 27.
وهل يوجد آية تذكر الكتاب كله وحدة واحدة التوراة والإنجيل والزابور والأنبياء؟
فى سورة العنكبوت 46: " ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتى هى أحسن وقولوا آمنا بالذى أُنزل إلينا وأُنزل إليكم "
فى سورة البقرة 146 " الذين أتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبنائهم "
وهذه كلها آيات تشهد بأن كل الكتاب هو موحى به من الله.
+ سؤال: سؤال مهم هل مفهوم الوحى فى المسيحية مفهوم واحد مثل الإسلام؟
+ الإجابة: بالطبع يختلف فهو فى المسيحية: تكلم به أُناس الله القديسين مسوقين من الروح القدس.
أما الوحى فى الإسلام: فى سورة البروج آية 21، 22 تقول: بل هو قرآن مجيد فى لوح محفوظ.
وفى سورة العلق آية 1 " أقرأ باسم ربك الذى خلق " أى دور محمد يقرأ فقط الكلام المكتوب منذ الأزل.
ولكن كما يقول أن الوحى عند المسيحيين كما ورد فى رسالة معلمنا بطرس الثانية إصحاح 1 وآية 21: " لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أُناس الله القديسين مسوقين من الروح القدس " فالروح القدس هنا يفهم وسيرشدهم وينير فى قلوبهم ويوحى إلى أذهانهم فيعبرون بكلماتهم عن الوحى الإلهى عن الفكر الإلهى عن المعنى الإلهى.
+ سؤال: سؤال يسأل أخواتنا المسلمين لماذا يوجد عندكم أكثر من إنجيل واحد؟
+ الإجابة: فىالحقيقة نريد أن نصلح هذا الفكر عند أحبائنا المسلمين وفى الحقيقة أيضاً: أننا نؤمن بإنجيل واحد ففى (إنجيل معلمنا مرقس إصحاح 1 وآية 14، 15) يقول: " وبعدما أُسلم يوحنا جاء يسوع إلى الجليل يكرز ببشارة ملكوت الله، ويقول قد كمل الزمان وأقترب ملكوت الله فتوبوا وآمنوا بالإنجيل "
ويؤكد هذا الكلام فى (متى 4 آية 23) " وكان يسوع يطوف كل الجليل يعلم فى مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت ".
(وفى رومية إصحاح 1 وآية 16) يقول " لأنه لست استحى بإنجيل المسيح لأنه قوة الله للخلاص.
ونلاحظ هنا أنه يتكلم عن إنجيل واحد ومعنى إنجيل أيضاً هى بشارة مفرحة وهى بشارة واحدة، فالله دبر خلاصكم لأنه يحبكم وباب السماء فُتح، تعالوا إلىَّ يا جميع المتعبين والثقيلى الأحمال وأنا أريحكم " لذا فهو انجيل واحد..
+ سؤال: هل يمكن توضيح إن الإنجيل وحدة متكاملة ولكنهم يفهمون خطأ عندما نقول إنجيل متى أو إنجيل مرقس.
+ الإجابة: هذا اعتراض فى ليس فى محله.. فالمقصود بكلمة انجيل هى البشارة، فليس انجيل متى، بل بشارة متى.. فمتى ذهب وبشَّر اليهود وكتب لهم بشارة ومرقص بشَّر الرومان ولوقا بشَّر اليونان وكتب لهم بشارة ويوحنا كذلك بالنسبة للعالم اجمع..
ونلاحظ أنه إذا وضعت هذه البشائر الأربعة بأسلوب إسلامى واصطلاح إسلامى: أقول أن الإنجيل واحد فى أربع أحرف لأنهم يؤمنون أن القرآن واحد فى سبعة أحرف.
ونشرح معنى القرآن فى سبعة أحرف فماذا يقول أبو جعفر النحاسى فى كتابه الناسخ والمنسوخ. يقول يفهم من سلف الأمة " أى الناس القدامى " وخيار الأئمة " أى الفقهاء " معنى نزل القرآن على سبعة أحرف من أنه نزل بسبعة لغات وأمر بقراءته على سبعة ألسن. باختلاف الألفاظ واتفاق المعانى .. بمعنى أن المعنى واحد ولكن الألفاظ مختلفة .. أى هذا المعنى حرف، وهذا حرف إلخ ونوضح ذلك: من الروايات الثابتة عن عمر بن الخطاب وعبد الله ابن مسعود وأبى ابن كعب أنهم تحاوروا فى القرآن أى يتسابقون فى القرآن فخاف بعضهم بعضاً فى نفس التلاوة وهذا على لسان أبو جعفر النحاسى وأنهم احتكموا للنبى فأستقر كل رجل منهم ثم صوب جميعهم على قراءتهم فى اختلافهما، أى يصحح النبى قراءة كل واحد حتى أرتاب بعضهم بتصويبه إياهم ومعنى هذا الكلام أنهم شكوا فى تصويب النبى لهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله أمرنى أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف وقد ورد هذا التعبير فى حديث قدس شريف ونقله الشيخ جلال الدين السيوطى فى كتابه الإتقان فى علوم القرآن الجزء 1 صفحة 46: 51 ماذا قال؟
من رواية جمع من الصحابة وإحدى وعشرون صحابياً قالوا أن عثمان قال على المنبر أن النبى صلى الله عليه وسلم أن القرآن أُنزل على سبعة أحرف كلها شافٍ كافٍ فشهدوا بهذا وعلق السيوطى على هذا الحديث بقوله: { أختُلِفَ فى معنى هذا الحديث على نحو أربعين قولاً أى كل واحد له قول مختلف فى معنى الحديث ونذكر منها:
1) إن المراد هو سبعة أوجه من المعانى المتفقة عبر عنها بألفاظ مختلفة مثلما نقول أقبل نعبر عنها بألفاظ مختلفة مثلما نقول أقبل نعبر عنها: بتعالى، هلم، عجل ن أسرع إلخ والمعنى واحد وهذا رأى من أراء الأربعين وأيد هذا الرأى وهب وسفيان والطبرى وغيرهم.
2) وذهب ابن عبد البر إلى أن الحروف التى نزل عليها القرآن أنها معانى متفق على مفهومها ومختلف على مسموعها..
3) وأنهى السيوطى بحثه بقوله: قد ظن كثير من العوام أن المراد بالأحرف السبعة هى القراءات السبعة لمصحف عثمان ابن عفان وهذا جهل قبيح، وهو بهذا ينفى لأنه كان يوجد 7 مصاحف بألفاظ مختلفة.
ويشرح الشيخ جعفر محمد ابن جرير الطبرى فى كتابه جامع البيان فى تفسير القرآن جزء 1 صفحة 48 ماذا يقول:
[ إن اختلاف الأحرف السبعة واختلاف الألفاظ باتقان المعانى ويقصد أن هناك 7 نسخ للقرآن وألفاظها مختلفة ولها معنى واحد ويكمل الطبرى قائلاً: فإن قال قائل ما بال الأحرف الستة الموجودة غير موجودة الآن رغم أم الرسول قد أقر السبعة وأمر بحفظها فذلك تضييع لما أمر به .. فإذن أين ذهبوا النسخ الستة؟ ]
ويتساءل الشيخ أبو جعفر الطبرى ما القصة فى ذلك؟ ويجيب فى ذلك قائلاً أن الأحرف أو النسخ الستة الأخر أسقطها عثمان ومنع تلاوتها وهذا الكلام موجود فى كتاب جامع البيان فى تفسير القرآن جزء 1 صفحة 66 وفى دائرة المعارف العربية المعروفة الموسوعة العربية الميسر ص1187 تحت عنوان عثمان ابن عفان مكتوب قامت ضده معارضه قوية انتهت بالثورة عليه وقتله وأسباب الثورة متنوعة منها: مخالفة الدين بإحراقه المصاحف كلها ما عدا المصحف الذى أمر بتعميمه.
+ سؤال: مع أنه واضح جداً أن الرسول أمر بالاحتفاظ بالسبعة وهذا مخالف للوصية.
+ الإجابة: ويوضح أيضاً الإمام الطبرى فى كتابه جامع البيان فى تفسير القرآن الجزء الأول صفحة 66 السبب الذى جعل عثمان بن عفان يحرق المصاحف الستة الأخرى يرجع إلى اختلاف المسلمين واقتتالهم على أفضلية النسخ فكل فئة متمسكة بالنسخ التى لديها.
نلاحظ هنا أن المسلمين فى ذلك الوقت كانوا على وشك القتال فأقترح عثمان أن يجمع الرواة ويكتبون الكتب ونختار أحد الكتب ونحرق الباقى.
أليس من الجائز وربما كانت النسخ الذى حرقت هى الصحيحة فكيف يحرق ستة مصاحف؟ أليس من الأفضل أن يحتفظوا بها على سبيل التفسير بدلاً بالتفاسير الأخرى.
إنها جريمة!! جريمة!! ولكن واضح أن القرآن كان سبع مصاحف مختلفة .. فكيف يقولون أن الكتاب المقدس الذى بين أيدينا هو أربعة أناجيل وليس إنجيل واحد وإذا كان هذا فعلاً فمن الأفضل الإحتفاظ بهم بدلاً من حرقهم ولو أنه هذا مستحيل.
+ سؤال: سنأتى إلى السؤال الأساسى الذى متوقف عليه مفهوم كل الأخوة المسلمين .. هناك آيات قرآنية تتهم الكتاب المقدس بالتحريف فما رأيك؟
+ الإجابة: بالطبع هناك آيات تتهم الإنجيل بالتحريف منها: سورة البقرة آية 75 " أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه بعدما عقلوه وهم يعلمون. "
البيضاوى يقول معنى هذا الكلام " أفتطمعون أن يصدكم اليهود وقد كانت طائفة من أسلافهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه ويفسر كذلك: أى يؤولونه ويفسرونه بما يشتهون وليس تغيير الألفاظ، ونلاحظ التغيير فى التفسير وليس الكلام ونلاحظ أيضاً أنه فريق منهم فقط وليس كلهم. إذاً باقية الفريق متمسك بالأصل وهنا نفهم أن الأصل كان موجود وهناك ملاحظة أخرى: فيقول يسمعون كلام الله ثم يحرفونه بمعنى أن كلام الله موجود ولكنهم يحرفون المعنى أى تحريف فى الفهم وكلام الله بشهادة القرآن موجود.
وملاحظة أخرى: يقول بعدما عقلوه أى فهموه أو فهموا الأصل، فالأصل موجود لم يحرف ولكن حرفوا المعنى فقط وهناك آيات أخرى كثيرة منها.
سورة النساء 46 " من الذين هادوا يحرفون الكلام عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا وأسمع غير سمع وراعنا لياً بألسنتهم وطعناً فى الدين ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا وأسمع وانظرن لكان خير لهم وعصوا ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلاً."
+ سؤال: هناك آيات قرآنية تتهم الكتاب المقدس بالتحريف فما هى هذه الآيات؟
+ الإجابة: هناك أربع آيات على الأقل سنكتفى بهم حالياً والباقى سيأتى دوره.
1) سورة البقرة 75 " أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه بعدما عقلوه وهم يعلمون. "
2) سورة النساء 46 " من الذى هادوا يحرفون الكلام عن مواضعه ويتولون سمعنا وعصينا وأسمع غير مسمع وراعنا لياً بألسنتهم وطعناً فى الدين ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرن لكان خير لهم وعصوا ولكن الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلاً.
3) سورة المائدة 13 " يحرفون الكلام عن مواضعه ونسوا حقاً مما ذكروا به "
4) سورة المائدة 41 " ومن الذين هادى سماعون للكذب يحرفون الكلام عن مواضعه "
وهذه هى الأربعة آيات التى تقول التحريف!! التحريف!! للكتاب المقدس.
+ سؤال: قدسك تفضلت فى الحلقة السابقة بشرح الآية الأول فهل تشرح لنا الآية الثانية؟
+ الإجابة: الآية الثانية سورة النساء 46 التى تقول: " من الذين هادى يحرفون الكلام عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير سمع وراعنا لياً بألسنتنا " فكل هذه الآيات تحتاج إلى تفسير:
فى القول من الذين هادوا نلاحظ أنه لم يقل من النصارى وبالمناسبة أتحدى أى آية فى القرآن تقول أن النصارى حرفوا الكتاب المقدس فكل الآيات تنسب إلى اليهود التحريف وحتى اليهود اتهامهم بتحريف المعنى وليس اللفظ وهذا واضح فى الآيات السابقة.
سورة النساء 46 " من الذى هادوا يحرفون الكلام عن مواضعه.. وأيضاً فى سورة المائدة 41 من الذين هادوا وغيرهم.
فلا توجد فى القرآن آية تقول أن النصارى يحرفون الكتاب لا باللفظ ولا المعنى.
وفى سورة النساء 46: التحريف ينسب إلى جماعة من اليهود وفريق منهم وليس جميعهم فإذن غالبية اليهود يؤمنون بالكتاب المقدس ولكن بعض منهم يحرفون الفهم وفى قوله يحرفون الكلام عن موضعه، لاحظ عن موضعه.
يقول الإمام البيضاوى فى تفسير عن موضعه: من الذين هادى قوم يحرفون الكلام عن موضعه أى يميلونه عن موضعه التى وضعها الله فيها بأن يؤولونه على ما يشتهون، أى فى فهم المعنى قد سمى القرآن الكريم هذا ليا بألسنتهم ومعناها يغيرون نطق الألفاظ بحسب لغتهم العبرية أى أن الكتاب المقدس يقول الآية واليهود يصيغوها لياً بألسنتهم فيغيرون لفظ راعنا بدلاً من معناه الحقيقى أرعانا يارب مثلاً إلى رعننا أى ياراعن وهذه شتيمة وهذا التفسير موجود فى كتاب تفسير القرآن للأستاذ عبد الله يوسف على الجزء الثانى وهو ترجمة للغة الإنجليزية فى تفسير القرآن صفحة 200 مطبوع بأمريكا.
إذن يغيرون راعنا إلى رعنن والاختلاف هنا فى التفسير وليس اللفظ.
والأمام الرازى أيضاً يقول الكتاب المنقول بالتواتر أى من جيل إلى جيل بالتسليم لا يتأتى فيه تغيير الألفاظ وهذا فى كتاب ضحى الإسلام 346، 358 للأستاذ أحمد أمين وهذا ينفى فكرة التحريف أى الألفاظ لم تتغير.
وأخونا المسلم ليس عنده فى فكرة التحريف إلى تغيير الكتاب ونقول نحن لا. فالرازى يقول لم يتم فيه إطلاقاً تغيير الألفاظ وفى صحيح البخارى يقول: يحرفون الكلام عن موضعه أى يزيلونه وليس أحد يزيل لفظ الكتاب من كتب الله تعالى ولكنهم يؤولونه إلى غير تؤيل.
ونلاحظ هنا أنه لا يوجد تحريف فى نص الكتاب فهذا غير ممكن وإذاً أين آية إنا نزلنا الذكر وأنا له لحافظون.
+ سؤال: والآية الثالثة..
+ الإجابة: فى سورة المائدة 13 تقول: لقد أخذنا ميثاق بنى إسرائيل يحرفون الكلام عن موضعه ونسوا مما ذكروا به.
ويشرح الإمام الرازى هذا الكلام: المراد بالتحريف هو إلقاء الشبهه الباطلة وتأويلات فاسدة وصرف اللفظ عن معناه الحق إلى المعنى الباطل لوجوه الحيل اللفظية كما يفعل أهل البدع فى زماننا هذا ونلاحظ هنا أنهم يفهمون الناس بطريقتهم الخاصة وفهم المعنى كما يريدون.
والدليل على صحة ما يقول الرازى كلام صحيح البخارى والتفسير على الآية 15 فى سورة المائدة يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيراً مما كنتم تخفون من الكتاب. والقرآن يفسر التحريف فى الآية هو إخفاء أجزاء من الكتاب وهى موجودة ولكن يخفيها وهذا تأكيد على عدم تغيير نص الكتاب.
وإليك تفسير الجلالين فهو قال كلام غريب فماذا قال عن التحريف؟
إن تحريف الكلام الذى فى التوراة " أترى معى الخصوصية التوراة وليس الإنجيل " هو بخصوص محمد صلى الله عليه وسلم. وما يخفونه من الكتاب هو ما أمروا به فى التوراة من إتباع محمد صلى الله عليه وسلم أى أنه جاءت فى الكتاب نبوه عن محمد وأخفوها والنبوة كانت عن النبى الآتى وهم كانوا يقصدون النبى الأمى!!!
وحقيقة أن الخلاف فى التحريف بحسب هذه الآية هو قراءة نبوة موسى التى وردت فى التوراة عن النبى الآتى ويقصد به المسيح حرفوها إلى النبى الأمى أو فهموها العرب ومحمد أيضاً على أنه النبى الأمى.
فموسى قال: يقيم لك الرب إلهك نبياً من وسطك من اخوتك مثلي له تسمعون " (تثنية 18: 15) ففهم محمد والعرب على أنه النبى الأمى فإذن الذى حرف التوراة هو العرب وليس اليهود.
وقد يسألنى أحدهم ما هو النبى الآتى الذى سيقيمه الرب الذى تنبأ عنه موسى؟ وأنا أجيب بانه موسى قال نبى مثلى من وسطك من اخوتك.. أى من اليهود من شعب اسرائيل، ومحمد لم يكن من اليهود بل من أولاد اسماعيل.. إذن الآية التى تكلم عن التحريف ليست فى النص، فى الألفاظ بل فى التفسير..
+ سؤال: والآية الرابعة..
+ الإجابة: هى من سورة المائدة آية 41 يقول من الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم لم يأتوك يحرفون الكلام فإن لم تأتوه فأحذروه. فما معنى هذا الكلام.
الإمام عبد الله يوسف فى تفسيره هذا الكلام فى صفحة 260 فى ترجمته عن معانى القرآن يقول يهود كثيرون كانوا شغوفين أن يمسكوا على النبى الكذب فكانت آذانهم مفتوحة للحكايات التى تقال من الرسول حتى من الناس الذين لم يأتوا إليه.
وهذا ما يقصده محمد من التحريف وهنا أيضاً التحريف خارج النص الكتابى.
والمشكلة هنا الذى يعترض فى موضع التحريف لا يفهم ولا يريد الفهم فيأخذ كلمة ويطير بها كتابكم محرف!! أأنت تفهم معنى التحريف؟!! أمشى مع ألفاظ الآية وأفهم وأقرأ عنها تفسير كبار المسلمين وشوف ماذا قالوا عنها لتعرف أن التحريف ليس فى النص الكتابى ولكن فى المعنى أو فى فهم الكتاب المقدس.
ويفسر عبد الله يوسف على يحرفون الكلام عن بعد مواضعه قائلاً أن اليهود لم يكونوا أمناء مع كتابهم إذا كانوا يحرفون معانيه ونلاحظ هنا التحريف ليس فى الألفاظ والنص.
ويقول الزمخشرى روى أن شريف من خيبر زنى مع شريفة وهما مختنان هى متزوج هما متزوج كل منهما بآخر وحكمهم الرجم بحسب التوراة، فاليهود رفضوا رجمهم لشرفهما فبعثوا رهطاً [ جماعة ] منهم ليسألوا رسول الله عن ذلك وقالوا للرهط أن أمركم محمد بالجلد فأقبلوا وإن أمركم بالرجم لا تقبلوا وأرسلوا الزانيين معاً ولما فحص النبى الموضوع أمر بالرجم فأبوا أن يأخذوا بكلام محمد فجعل بينه وبينهم حكماً هو الحبر اليهودى ابن سورية فشهد بالرجم، وقالوا فى ختام القصة أن النبى بعدما أستشهد بالحبر اليهودى الذى أمر برجمهم فرجموهما عند باب المسجد ليقيموا حد التوراة عليهما .. وأجمع المفسرون على أن سبب نزول الآية فى سورة المائدة " يحرفون الكلام " هى هذه القصة .. تحريف خاص بمعنى أن اليهود هنا لا يريدون الرجم ويحرفون الرجم على أنه جلد فقط.
والتفسير هنا يقصد بالتحريف عن حكم الرجم والجلد وليس فى نصوص الكتاب المقدس.
وعلى ذلك فسر الجلالين عن هذه القصة نزلت هذه الآية فى اليهود إذ زنى منهم اثنان فاحتكموا إلى النبى فحكم عليهم بالرجم فجىء بالتوراة فوجد فيهما الحكم بالرجم فغضبوا منه وهنا نقطة مهمة جداً وهى: استشهاد محمد بالتوراة. أليس هذا دليل على صحته فكيف يستشهد به وهو يعلم أنه كتاب محرف!!! عجبى!!
+ سؤال: هل توجد آيات فى الكتاب المقدس تشهد بأن الكتاب المقدس لم يحرف؟
+ الإجابة: من أقوال السيد المسيح فى بشارة (متى إصحاح 24 آية 35) يقول " السماء والأرض تزولان ولكن كلامى لا يزول "
وبشارة (متى 5: 18) " إنى أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد ولا نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل. "
لماذا؟! لأن بالكتاب المقدس تحذير وعقوبة فى (سفر الرؤيا 22: 18، 19) " إن كان أحد يزيد على هذا الكلام يزيد الله عليه الضربات المكتوبة فى هذا الكتاب وإن كان أحد يحذف من أقوال هذه النبوة يحذف الله اسمه ونصيبه من سفر الحياة " وهنا من يستطيع أن يحذف؟ من يستطيع أن يزيد عن الكلام المكتوب؟ ومن يجرؤ على فعل هذا الأمر؟
+ سؤال: هل يوجد بالقرآن آيات تشهد للكتاب المقدس وعدم تحريفه لأن هذا مهم أن نثبت من كتابهم؟
+ الإجابة: بالطبع القرآن يشهد فى مواضع متعددة أن الكتاب المقدس كتاب سليم لم يمس بآيات واضحة.
à ولتوضيح الإجابة نسأل الذين يتهمون الكتاب بالتحريف هذا حدث قبل محمد أم بعد زمن محمد؟
فيقول قائل بالطبع التحريف حدث قبل محمد ولهذا السبب أتى محمد لتصحيح الكتاب.. إذاً تعال معى نسمع القرآن ماذا يقول؟
فى سورة المائدة 47: وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه.
+ سؤال: نوضح مصدقاً هذه؟
+ الإجابة: رائع.. نرجع للتفاسير (مصدقاً لما) أجمع المفسرون أن الله قد أنزل القرآن بالحق مصدقاً لما بين يديه أى يصدق لما جاء من الكتاب الموجود فى زمن محمد أى التوراة والإنجيل ومهيمناً عليه أى شاهداً لصحته وهذا تفسير الجلالين لهذه الآية المائدة 47.
وفى سورة آل عمران آية 3: نزل عليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديك وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى الناس.
ونلاحظ هنا أنه قال هدى وليس محرفاً.. ومصدقاً ولو كان هناك تحريف ما كان يقول أنه هدى ولا مصدقاً.. وفى سورة يونس 37 وما كان هذا القرآن أن يُفترى من دون الله ولكن تصديق لما بين يديه. فكيف يحرف ويصدق لما فيه؟
وهناك حوالى 12 آية أخرى تذكر مصدقاً لا يسعنا الوقت لذكرها ونذكر الشاهد فقط. البقرة 41، 89، 51، 57 – سورة النساء 46 – الأنعام 92 – يوسف 111 – فاطر 31 – الأحقاف 22. فلو كان الكتاب المقدس محرف فهل تشهد كل هذه الآيات بالتصديق عليه؟
وهناك شئ أخر خطير أن القرآن يأمر محمد والمسلمين أن يرجعوا للكتاب المقدس: التوراة والإنجيل فإذا كان محرف فكيف يرجعوا إليهم، ففى سورة يونس 94 " فإن كنت فى شك مما أنزلنا إليك " أى فى القرآن " فأسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك "
وليس هذا كل شئ بل القرآن يأمر محمد أن يهتدى بالكتاب المقدس ويقتدى به ففى سورة الأنعام آية 90: " وأولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده " أى أتبع هدى الكتاب المقدس..
يأمرهم أيضاً أن يرجعوا إلى أهل الذكر فى سورة النحل 43 " وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحى إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون بالبينات والزبر.. "
وأكثر من ذلك أن محمد يستشهد بالتوراة والإنجيل الذى كان فى عهده وهذا دليل على صحته.
فى سورة القصص 49 " قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما فأتبعه.
وفى سورة المائدة 70 " قل يا أهل الكتاب لستم على شئ حتى تقيموا التوراة والإنجيل "
وفى سورة المائدة 45 " وكيف يحمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله
وفى سورة المائدة 47 " وليحكم أهل الإنجيل بما أُنزل الله فيه، وهنا فى زمن محمد الإنجيل موجود وفيه حكم الله "
+ سؤال: نريد أن نستكمل أحاديثنا حول استحالة تحريف الكتاب المقدس من القرآن نفسه..
+ الإجابة: نكمل الآيات التى تشهد للكتاب المقدس أنه لم يحرف قبل زمن محمد.
إذ يشهد القرآن لأهل الكتاب بأنهم حافظوا عليه حتى زمن محمد فكانوا شهوداً عليه.
وفى سورة المائدة 44 " وأنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بهما النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء.
وتفسير كلمة الذين أسلموا فى الآية السابقة يقول المفسرون أنهم الأنبياء الذين اسلموا حياتهم لإرادة الله وليس الذين اعتنقوا الإسلام لأن فى هذا الوقت لم يكن هناك الدين الإسلامى وهذا الكلام موجود فى كتاب معانى القرآن عبد اله يوسف على 261 ترجمة للغة الإنجليزية.
وفى سورة البقرة 146 والأنعام 20 الذين أتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم."
والإمام عبد الله فى السابقة على ذلك يقول فى تفسيره أستحفظوا عليه أى الذين أستؤمنوا على حفظ كتاب الله والشهادة لصحته صفحة 262 للأمام عبد الله يوسف على.
+ سؤال: نلاحظ هنا أنه لا يوجد مجال للشك أن الكتاب المقدس حُرف قبل محمد.. نريد الرد على الذين يقولون أن التحريف حدث بعد زمن محمد.
+ الإجابة: فعلاً هذا الافتراض لابد وأن نناقشه وهو بعد زمن محمد وهل حدث هذا أم لا؟
أولاً: القرآن يشهد أن الكتاب المقدس هو ذكر من عند الله فهل القرآن يشهد بنفسه فقط على أنه ذكر من عند الله أم يشهد أيضاً للكتاب المقدس أنه ذكر أيضاً.
سورة الأنبياء 7: " وما أرسلنا قبلك إلا رجالاً نوحى إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون "
+ سؤال: هنا وقفة إذاً كلمة الذكر تعنى الكتاب المقدس: التوراة والإنجيل.
+ الإجابة: هذا ما سوف نستطرده الآن. وسورة النمل 43 كررت الأنبياء 7.
" وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحى إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون "
فإذا كان التوراة والإنجيل هو ذكر من عند الله وهو كلام الله
فالقرآن يشهد لهما بالحفظ من التحريف.
ففى سورة الحجر آية 9 " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " والواقع أن الذين يطعنون فى صحة الكتاب المقدس هم يطيعونه فى القرآن نفسه فكيف ذلك؟ القرآن يقول الكتاب المقدس ذكر والله يحفظ الذكر فالمسلمون لو قالوا أن الكتاب المقدس حرًف إذاً يطعنون فى القرآن أنه خرف أيضاً لأنه الله لم يحفظ الذكر فالمسلم الذى يعترض لابد وأن يعترض وهو واع وإلا طعن فى كتابه.
هناك أيضاً آيات تشهد أن القرآن نفسه يحفظ الكتاب المقدس من التحريف فكيف ذلك؟
فى سورة المائدة 48 " وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه ومهيمناً عليه فأحكم بينهم بما أُنزل الله. فى كتاب الإمام عبد الله يوسف على صفحة 263 يفسر مهيمناً عليه أى حافظاً له من التحريف فى كتابه معانى القرآن مترجم إلى اللغة الإنجليزية.. القرآن نفسه يشهد أن الكتاب المقدس كلام الله وإذن لا يمكن تحريفه.
فى سورة العنكبوت 46 "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتى هى أحسن وقولوا آمنا بالذى أنزل أنزل إلينا والذى أنزل إليكم. " إذاَ الإنجيل كلام الله منزل إلى أنبياءه.
وفى سورة النساء 135 " يا أيها الذين آمنوا. آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذى نزل على رسوله وبالكتاب الذى أنزل من قبل " أى التوراة والإنجيل " ومن يكفر بالله وملائكته ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالاً بعيداً "
لاحظ قوله الكتاب الذى أنزل من قبل ونلاحظ أن هذه الآية تكررت فى القرآن فى سورة المائدة 68، 46، 47، 44.
+ سؤال: هناك آية أحفظها أيام ما كنت مسلم وهى خواتم البقرة. [ آمن الرسول بما أُنزل إليه من ربه والمؤمنون قل من آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله.. ]
+ الإجابة: فعلاً آيات كثيرة كما سبق فى المائدة أربع آيات وسورة البقر 146، 87 وفى سورة الإسراء 55، سورة المؤمنين 49 سورة الأنعام 92، 156، النساء 163 سورة النمل 43 ن سورة يونس 94، فاتر 25، الأنبياء 25، الحديد 27، سورة العنكبوت 46. وكلها تشهد بأن الكتاب المقدس منزل من عند الله وهل كلام الله يتغير. وتبدل فى سورة يونس 64 يقول لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم وسورة الأنعام 34 ولا مبدل لكلمات الله.. فالكتاب المقدس كلام الله وكتاب الله فكيف يتبدل ويتغير فإذن أى مسلم يطعن فى الكتاب المقدس وتحريفه إذاً يطعن فى القرآن نفسه على رأى واحد قال دعنى أصدقك أن الكتاب المقدس حُرف وأصدقك مؤقتاً فيعنى هذا أن الله نزل التوراة وبدله والله نزل الزابور وتبدل والله نزل كتب الأنبياء وتبدل والله نزل الإنجيل على عيسى وتبدل وبعده جاء على القرآن وتقول لم يتبدل فكيف أثق فى الله بعدما بدل أربع كتب فذلك ليس معقول.
+ سؤال: كيف نثبت منطقياً أن الكتاب المقدس لم يحرف.
+ الإجابة: أولاً: أول دليل منطقى القصة السابقة.
ثانياً: المنطق الثانى نحب نسأل أين تم تحريف الكتاب المقدس وبعد أثبات أن القرآن لم يحرف قبل محمد وإذا قلنا أنه بعد محمد أى فى القرن السابع الميلادى كانت المسيحية قد أنتشرت فى العالم كله فأين تحرف الكتاب. هل مصر أم فى العراق أم فى الشام أو إنجلترا ولا فرنسا؟ أين تحرف.
وسؤالنا التالى من يا ترى الذى قام بعملية التحريف؟ اليهود حرفوا كتابهم والنصارى حرفوا كتابهم أم اتفقوا وحرفوا الكتابين وفى أى لغة حُرف الكتاب؟ فى العربى، فى اليونانى، فى الفرنساوى، فى الإنجليزى، فى السريانى.. فى أى لغة حُرف الكتاب وهل بقيت اللغات الأخرى بدون تحريف.
+ سؤال: هل هناك حقيقة علمية أكيدة تشهد لصحة الكتاب المقدس؟
+ الإجابة: قبل أن أرد على هذا السؤال أود أن أكمل حديثى عن السؤال السابق:
ففى أى بلد تم تحريفه؟ ومعروف الكتاب المقدس قد أنتشر فى كل بلاد العالم ففى آسيا وأوربا ووصل إلى كل مكان فإذا تحرف ففى أى بلد حُرف وما باقى بلدان العالم؟ أم جمع بلدان العالم كله واتفقوا على التحريف فهل العالم يتفق على شئ!!؟
ومن الذى قام بالتحريف ولما نقول أن الكتاب محتواه التوراة والإنجيل وهذا معناه الآن منذ مجىء السيد المسيح واليهود معهم التوراة فقط واليوم إذا طابقنا الاثنين سنجدهم واحد وإذا افترضنا أننا غيرنا فى كتابنا فاليهود لا يتركونا وإذا هم غيروا كتابهم نحن لا نتركهم.
وشئ أخر وهو بأى لغة حُرف وكان الكتاب المقدس قد كتب وترجم إلى جميع اللغات فى كل أنحاء العالم وكان هناك ثلاث مذاهب البروتستانتية والكاثوليكية والأرثوذكسية ومعروف أنهم انشقوا من بعض فمن الذى غير الكتاب المقدس بين الثلاث مذاهب؟ ولكن كلنا نحمل كتاب واحد والمهم اليوم إذا اشتريت كتاب كاثوليكى أو بروتستانتى أو أرثوذكسى فستجدهم واحد.
+ سؤال: أحياناً يا قدس أبونا يقولون انه هناك اختلاف فنريد التوضيح أن الاختلاف فى الترجمات ولكن المعنى واحد.
+ الإجابة: تماماً مثلما قلنا مثل الأحرف السبعة فى القرآن ونذكرهم أن حرق المصاحف الستة هذه جريمة ولكن نحن محتفظ بالإنجيل كامل معنا.
وفى هذا قال الأستاذ أحمد أمين فى كتابه ضحى الإسلام الجزء الأول 358 قال ذهبت طائفة من أئمة الفقه والحديث والكلام أن التبديل وقع فى التأويل لا فى التنذيل وفى حجة هؤلاء أن التوراة قد طبقت مشارق الشمس ومغاربها قبل نزول محمد ولا يعلم كم عدد نسخها إلا الله ومن الممتنع أن يقع التواطؤ على التبديل والتغيير فى تجميع تلك النسخ بحيث لا تبقى فى الأرض نسخة إلا مبدلة ومغيرة والتغيير على منهج واحد وهذا ما يجبله العقل ويشهد ببطلانه فإذن لا يمكن فى مكان فى العالم ولا أى لغة من لغات العالم ولا أى شخص من العالم أنه يستطيع التغيير.
+ سؤال: نأتى إلى التأكيد العلمى وهو هناك حقيقة علمية أكيدة تشهد بصحة الكتاب المقدس وهى شهادة علم الأثار فهل نوضح ذلك للقارئ الكريم.
+ الإجابة: علم الآثار بالتأكيد علم لا يكذب أليس كذلك؟
نحن عند نسخة خطية للكتاب المقدس وهى تعتبر نسخ أثرية قديمة ومحفوظة حتى اليوم وإذا أراد أحد التأكد من ذلك عليه يذهب إلى الأماكن التالية ليراها بنفسه ليرى النسخ الأصلية للكتاب المقدس.
** النسخة الفاتيكانية: فى الفاتيكان التى يرجع تاريخها إلى ما قبل الإسلام ب 250 سنة وهى مثل النسخة التى بين أيدينا الآن بالضبط.
** النسخة السينائية: نسبة إلى سينا ودير سانت كاترين وتعود إلى قبل الإسلام ل 200 سنة وموجودة فى المتحف البريطانى فى لندن.
** النسخة الإسكندرانية: وتعود كتابتها إلى ما قبل الإسلام ب 200 سنة وموجودة فى المتحف البريطانى.
** وهناك أحدث من هذا وأروع وهى لفائف وادى القمران وأنا لا أتكلم عنها ولكن سأذكر كاتب إسلامى يتكلم عنها وهو الأستاذ عباس محمود العقاد وأظن أنه كاتب مشهود كتب فى كتاب الهلال فى عدد ديسمبر سنة 1959 بعنوان: كنوز وادى القمران: إن هذه اللفائف الأثرية اكتشفت فى كهوف وادى القمران بشرق الأردن وهى لفائف من 2000 سنة أى قبل الإسلام ما يزيد عن ستة قرون وتبين بعد تهيئة اللفائف المكشوفة للإطلاع فتبين ما تحويه من نسخة كاملة من سفر إشعياء وعدة كتب من الأسفار الأخرى وأنه لا توجد بينها وبين الكتب الموجودة بين أيدينا الآن أى اختلاف ولا تبديل فعباس العقاد الذى كتب عبقرية محمد وعبقرية المسيح هو الذى شهد.. وهذا عن شهادة الآثار.
+ سؤال: بعدما تكلمنا عن استحالة تحريف الكتاب المقدس وعرضنا شهادة الكتاب المقدس لنفسه ضد التحريف وأيضاً شهادة القرآن للكتاب المقدس وأيضاً شهادة المنطق وعلم الآثار واليوم نستعرض شهادة علماء المسلمين الذين شهدوا للكتاب المقدس فهل تلقى لنا الضوء على هذه الشهادات؟
+ الإجابة: بالتأكيد واستكمالاً للشهادات ضد فكرة التحريف نأتى إلى شهادة علماء الإسلام:
من أشهر علماء الإسلام الإمام محمد ابن إسماعيل البخارى قال فى صحيحه عن كلمة يحرفون الكلام عن مواضعه: يحرفون الكلام أى يزيلون الكلام والواقع ليس أحد يزيل لفظ كتاب من كتب الله وهذا الذى يعتبر الكتاب الثانى بع القرآن فى القوة والثقة ولكنهم يحرفونه أى يتأولونه على غير تأويل أى يفسرونه على غير تفسيره أى الكلام موجود واللفظ موجود ولكن التغيير فى الفهم فقط وقال نفسه فى كتابه الثانى فتح البارى فى شرح صحيح البخارى قد سأل ابن تيمية وهذا من فقهاء الإسلام المعروفون فى هذه المسألة فأجاب فى فتواه: من أقوال العلماء لا تبديل إلا فى المعنى " أى الكلام لا يبدل ".
والعلامة شاه ولى الله فى كتابه الفوز الكبير فى أصول التفسير قال: إن فى ترجمة التوراة وتفسير النصوص قد حرف اليهود معنى بعض الآيات ولكنهم لم يحرفوا النص الأصلى وقد أتفق على هذا القول ابن عباس أيضاً وأيضاً الإمام فخر الدين الرازى فى التفسير الكبير فى سورة البقرة 174 نقلاً عن ابن عباس يقول أنهم كانوا يحرفون ظاهر التوراة والإنجيل وهذا ممتنع لأنهما كانا كتابين بلغا فى الشهرة والتواتر إلى حيث يتعزز ذلك فيهما بل كانوا يكتمون التأويل.
وقال أيضاً فى تفسير سورة آل عمران 78 " كيف يمكن إدخال التحريف فى التوراة مع شهرتها العظيمة بين الناس.."
إذاً الذى يحكم على الكتاب المقدس أنه تحرف فهو يحكم على نفسه أنه جاهل ولا يفهم ولا يقرأ ولا يدرس هذا مثل الذى يقول أن الشمس لم تظهر اليوم فهم ينكرون الشمس فى وضح النهار.
وقال أيضاً فى تفسير سورة النساء آية 46 إن المراد بالتحريف إلقاء الشبهة الباطلة والتأويلات الفاسدة وجر اللفظ من معناه الحق إلى الباطل ويجيد الحيل اللفظية كما يفعل أهل البدع فى زماننا هذا بالآيات المخالفة لمذهبهم ومثال ذلك الإسلام به العديد من البدع والمذهب مثل السنة والشيعة والمعتزلة والحائطية وغيره.
وقال أيضاً فى تفسير الدر المنثور فى سورة البقرة أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن وهب ابن منبه ان التوراة والإنجيل كما أنزلهما الله لم يغير منهما حرف!!! ولكن يضرون بالتحريف فى التأويل بكتب كانوا يكتبونها من عند أنفسهم ويقولون هى من عند الله وما هى من عند الله فأما كتب الله فهى محفوظة لا تحول.
وهناك تفسير الجلالين فى الآية " إنا نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " قالا: أى حفظه الله من التبديل والتحريف والزيادة والنقص.
والأستاذ عباس محمود العقاد ماذا قال فى كتاب الهلال عدد ديسمبر 1959 فى مقاله الإفتتاحى عن كنوز وادى القمران فى شرق الأردن وهى لفائف أثرية من 2000 سنة أى قبل ظهور الإسلام بستة قرون وتبين بعد تهيئة اللفائف المكشوفة للإطلاع ما تحويه من نسخة كاملة من سفر إشعياء النبى وعدة كتب من الأسفار الأخرى وأنه لا توجد بينها وبين الكتب الموجودة بين أيدينا الآن أى اختلاف ولا تبديل.
ونختم أقوال العلماء بعالم آخر وهو الأستاذ أحمد أمين عالم ومؤرخ إسلامى ماذا قال:
ذهبت طائفة من أئمة الفقه والحديث والكلام إن التبديل وقع فى التأويل لا فى التنذيل ومن حجة هؤلاء أن التوراة قد طبقت مشارق الشمس ومغاربها ولا يعلم عدد نسخها إلا الله ومن الممتنع أن يقع التواطؤ على التبديل والتغيير فى تجميع تلك النسخ بحيث لا تبقى فى الأرض إلا مبدله ومغيرة والتغيير على مهج واحد وهذا ما يستحيله العقل ويشهد ببطلانه.
وبعد شهادة كبار علماء المسلمين يأتى أحد الجهال ويقول الكتاب المقدس محرف.. عجباً..
+ سؤال: سؤال هام جداً نواجهه فى كل مكان يقال أن القرآن قد نسخ الإنجيل أى أنه قد ألغى الكتاب المقدس وحل محله.. وهذا ما نواجهه، فما رأيك؟
+ الإجابة: على أى حال هذا الموضوع يخرجنى إلى عدة أسئلة لأن الموضوع يحتاج إلى عمق وليس ردوداً سطحية وتحتاج إلى إقناع.
s فعندى ستة أسئلة أوجهها بسبب هذا الموضوع:
1) ما مفهوم النسخ فى لغة القرآن؟
2) كيف ينسخ القرآن الإنجيل وهو الذى صدق عليه؟
3) كيف ينسخ القرآن الإنجيل وهو يأمر النبى والمسلمين للرجوع إليه؟
4) كيف ينسخ القرآن الإنجيل وهو يأمر النصارى بأن يحكموا بما فيه؟
5) كيف ينسخ القرآن الإنجيل وهو يأمر بإقامة شرائعه؟
6) من أين اختلقنا حكاية الناسخ والمنسوخ؟
+ سؤال: نرجع إلى كل نقطة بالتفصيل.
+ الإجابة: أولاً: ما هو مفهوم النسخ فى القرآن؟
فى الحقيقة لها معانى كثيرة ورغم إنى أتكلم بالتفصيل ولكن لكى نصل إلى الحقائق.
1) أول معنى هو معنى بسيط جداً ينسخ كتاب أى ينقله.
2) ومعنى أخر هو إزالة كما ورد فى سورة الحج 52 " وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبى إلا إذا تمنى ألقى الشيطان فى أمنيته فينسخ [ أى يزيل ] الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم.
ويوضح الإمامين الجلالين القصد من هذه الآية التى ذكرها السيوطى عن معنى النسخ أى الإزالة من واقع سورة الحج آية 52 ويفسر الجلالين معنى تمنى أى قرأ ومعنى أمنيته أى قراءته وقد قرأ النبى صلى الله عليه وسلم فى سورة النجم " بمجلس من أهل قريش وقال ارأيتم اللاتى والعزة ومنات الثالثة الأخرى تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى.. "
فمنات واللاتى والعزة هؤلاء أصنام فى مكة فهل هم غراديق على أى عظماء وشفاعتهم لا ترتجى!!؟ فهذا استحالة!! ويقال إن فرح أهل قريش بذلك لأنها آلهتهم أصبحت لها كرامة وشفاعة وسجدوا لها ثم أخبره جبريل ما الذى قلته هذا؟ أنا لم أقل لك هذا الكلام فرد عليه محمد أنا لم أقل فرد عليه جبريل بأن الشيطان هو الذى وضع لك هذا الفكر فحزن الرسول عندما أخبره جبريل بما وضعه الشيطان على لسانه من ذلك.
فنزلت هذه الآية ليعزيه وحذفت الغراديق العلى وشفاعتهم لا تترجى فهذه إزالة.
وفى سورة النحل جاء تعريف أخر بمعنى التبديل. سورة النحل آية 101 " وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفترى بل أكثرهم لا يعلمون " فإذن ربنا حر يأتى بآية أو يبدلها هو حر وبمعنى آخر التحويل.
فى سورة الأنفال "جاء فى آخرها تناسخ المواريث من واحد إلى واحد وبمعنى النقل من موضع إلى موضع..
كما فى سورة الجاثية 280 يقول: " إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعلمون "
وهذا هو مفهوم النسخ فى القرآن.
+ سؤال: السؤال الثانى: كيف ينسخ الله الإنجيل وهو الذى صدق عليه؟
+ الإجابة: فى الحقيقة أنا بشفق على أى مسلم يقول هذا الكلام لأن معنى هذا أنه ليس بدارس للقرآن وهذه هى المشكلة:
فى سورة يونس 37: " وما كان هذا القرآن يفترى من دون الله ولكن تصديق لما بين يديه وتفضيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين "
وفى سورة المائدة 46 " وقفينا على آثرهم بعيسى ابن مريم مصدقاً لما بين يديه من التوراة وأتيناه الإنجيل فيه هدى ونور ومصدقاً لما بين يديه من التوراة فإذن كيف يصدق على شئ منسوخ.
وفى سورة الأنعام 92: " وهذا كتاب أنزلناه بالحق مبارك مصدق لما بين يديه "
وفى سورة فاطر 31 " والذى أوصينا إليك من الكتاب هو الحق مصدقاً لما بين يديه "
وفى سورة الأحقاف 12 " أنا سمعنا كتاباً أُنزل من بعد موسى مصدقاً لما بين يديه "
وفى سورة يوسف 11: " وما كان حديثاً مفترى ولكن تصديق الذى بين يديه "
وفى البقرة 97: " نزله على قلبك بإذن الله مصدقاً لما بين يديه "
آل عمران 3: " نزل عليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه "
وتفسير الإمام البيضاوى لهذا الكلام يقول جاء القرآن تصديقاً أى مطابقاً لما تقدمه من الكتب الإلهية المشهود على صدقها وهو شاهد على صحتها.
عزيزى ليس هذا تفسيرنا نحن ولاحظ معى أنه لم يقل أن القرآن نسخ الكتب المقدسة وألغاها وإنما مصدقاً لها.
+ سؤال: إذن هذا السؤال ليس له مجال الآن فالإجابة واضحة تماماً.
+ الإجابة: طبعاً حكاية الناسخ والمنسوخ ده فكر إسلامى. يعتقدون أن آيات القرآن التى تأتى مؤخراً تنسخ الآيات التى قبلها وهذا من منطلق فكرهم.
+ سؤال: السؤال الثالث: كيف ينسخ القرآن الإنجيل وهو الذى يأمر محمد والمسلمين بالرجوع إليه؟
والسؤال الرابع: كيف ينسخ القرآن الإنجيل وهو يأمر النصارى واليهود بأن يحكموا بما أُنزل الله فيه؟
+ الإجابة: واضح جداً من الآيات القرآنية أن القرآن ينصح محمد بالرجوع إلى الإنجيل والتوراة، ففى سورة يونس 94 يقول: " إن كنت فى شك مما أنزلنا إليك { أى إن كنت فى شك فى القرآن } فأسأل الذين يقرأون فى قصده بأن يرجع إلى الكتب التى قبله فكيف يقول القرآن أرجع إلى الكتب التى قبلك!!
وفى سورة الإنعام 90 يقول القرآن: وأولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة أولئك الذين هدى الله فبهداهم أقتد { أى أتبع هدى الكتاب المقدس } وأيضاً فى سورة النحل 43: " قد أمرهم القرآن بأن يرجعوا إلى أهل الذكر: وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحى إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون.
والنبى محمد نفسه كان يشهد للقرآن والإنجيل ففى سورة القصص 49: " قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما فأتبعه " فإن كان التوراة والإنجيل منسوخان فكيف يقول أهدى منهما وكيف يأمره بإتباعه.
والسؤال الذى يبقى معنا وهو: كيف ينسخ القرآن وهو يأمر اليهود والنصارى بأن يحكموا بما أنزل الله فيه. فى سورة البقرة 212: كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه.."
وفى سورة المائدة 70 يقول: " قل يا أهل الكتاب لستم على شئ حتى تقيموا التوراة والإنجيل.
ولاحظ هنا أن كان التوراة والإنجيل منسخوين فكيف يقيمونهما.
وفى سورة المائدة 44: " وإنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بهما النبيون .. الخ
ونستطيع القول هنا أن الذى يقول أن القرآن نسخ التوراة والإنجيل فهو لا يفهم ويطعن فى القرآن نفسه
وفى سورة المائدة 43: " وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله. إذن حكم الله موجود فى التوراة ولم ينسخ بدليل أنهم لا يحتاجون إلى حكم الإسلام لأنهم يملكون أحكام خاصة بهم فى التوراة وهى صحيحة لأنها حكم الله.
لاحظ معى أن هناك أمر لأهل الإنجيل أن يحكموا بما أُنزل فيه وإلا سيكونوا من الفاسقين.
وهذه الآية تشهد للكتاب المقدس والنبى يستشهد به فكيف يدعون أن القرآن نسخ الكتاب المقدس وأيضاً ذكرنا قبلاً سورة المائدة 70، 71 وأيضاً فى سورة المائدة 69 تقول " ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وأما أُنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم "
فكل هذه الآيات تنفى نسخ القرآن للكتاب المقدس.
+ سؤال: السؤال الخامس: كيف ينسخ القرآن الإنجيل وهو يأمر بإقامة شرائعه؟
+ الإجابة: فى سور المائدة 48 يقول: لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة"
نلاحظ هنا الله لم يشاء أن يجعل الناس أمة واحدة فجعل لكل أمة شرع ومنهاج.
ويقول الإمام الجلالين:
لكل جعلنا منكم أيها الأمم شريعة وطريقاً واضحاً فىالدين تمشون عليه ولو شاء الله لجعلكم على شريعة واحدة ولكن فرقكم فرقاً ليختبركم فيما أتاكم من الشرائع المختلفة لينظر المطيع منكم والعاصى فسارعوا إلى الخيرات.
لاحظ معى هنا أن لكل أمة شريعتها الخاصة بها والسبب ليختبر الله الطاعة الخاصة بكل أمة من يهود ونصارى ومسلمين فأين النسخ هنا؟
وفى سورة الشورى آية 13: " شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذى أوصينا به إليه وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أى أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه.
وإليك تفسير الإ